أنا لبناني و لي فخر بذلك , و لست بعثماني و لي فخر بذلك أيضا .
لي وطن أعتز بمحاسنه , و لي أمه أتباهي بمآتيها , و ليس لي دولة أنتمي إليها و أحتمي بها .
أنا مسيحي و لي فخر بذلك , و لكنني أهوى النبي العربي و أكبر اسمه و أحب مجد الاسلام و أخشى زواله , أنا شرقي و لي فخر بذلك و مهما أقصتني الأيام عن بلادي أظل شرقي الأخلاق سوري الأميال لبناني العواطف .
أنا شرقي و للشرق مدينة قديمة العهد ذات هيبة سحرية و نكهة طيبة عطرية و مهما اعجب برقي الغربيين و معارفهم يبقى الشرق موطنا لأحلامي و مسرحاً لأماني و آمالي .
في تلك البلاد الممتدة من قلب الهند الى جزائر العرب , المنبسطة من الخليج الفارسي الى جبال القوقاس , في تلك البلاد أنبتت الملوك و الأنبياء و الأبطال و الشعراء ..في تلك البلاد المقدسة تتراكض روحي شرقا و غربا و تتسارع قبلة و شمالا مرددة أغاني المجد القديم , محدقة الى الافق لترى طلائع المجد الجديد .
أنا أجل القرآن و لكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لاحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين .
و أي منكم أيها الناس لا يكره الأيدي التي تهدم , حبا للسواعد التي تبني ؟
أي بشري يرى العزم نائما و لا يطلب إيقاظه ؟ أي فتى يرى العظمة متراجعة الى الوراء و لا يخشى انحجابها ؟
سياسة الخصوصية | شروط الخدمة | سياسة النشر ® ٢٠١٢ - ٢٠١٨ بعضٌ من الحقوق محفوظة.